تدخل أبوظبي عصرًا جديدًا من الابتكار البحري من خلال إنشاء مشروع ضخم للشعاب المرجانية الاصطناعية، والذي من المقرر أن يصبح الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط. يُطلق على هذا المشروع اسم “حديقة الشعاب المرجانية في أبوظبي”، وسيقوم بإضافة 1,200 كيلومتر مربع من هياكل الشعاب المرجانية الاصطناعية على طول سواحل الإمارة – وهي مساحة تفوق 200,000 ملعب كرة قدم.
يتولى هيئة البيئة – أبوظبي (EAD) قيادة هذا المشروع تحت إشراف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ويُعد جزءًا من رؤية أوسع لإعادة تأهيل المواطن البحرية وتعزيز التنوع البيولوجي في المنطقة.
View this post on Instagram
من عام 2025 وحتى 2030، سيتم نشر أكثر من 40,000 وحدة من الشعاب المرجانية الاصطناعية على طول السواحل والمناطق البحرية لأبوظبي. سيتم تصنيع هذه الهياكل من مواد صديقة للبيئة، وتصميمها بأشكال وأحجام مختلفة لدعم الحياة البحرية. كما ستُزرع بعض الوحدات بأجزاء حية من الشعاب المرجانية نُميت في مشاتل محلية، باستخدام أنواع تتناسب مع مياه الإمارات الدافئة.
ومن المتوقع أن يكون التأثير كبيرًا. ووفقًا لهيئة البيئة – أبوظبي، فإن هذه الشعاب المرجانية الاصطناعية قد تنتج أكثر من خمسة ملايين كيلوغرام من الأسماك سنويًا. كما يُتوقع أن تجذب هذه الهياكل الحياة البحرية بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالشعاب المرجانية الطبيعية، مما يعزز ليس فقط مرونة النظام البيئي، بل أيضًا الصيد الترفيهي والسياحة البحرية.
View this post on Instagram
بالنسبة للسياح البيئيين والغواصين، فإن هذا يعني أن وجهة جديدة تمامًا تحت الماء تلوح في الأفق. من المتوقع أن تصبح هذه الشعاب مراكز مزدهرة للتنوع البيولوجي البحري — مضيفة طبقات جديدة إلى جاذبية أبوظبي الحالية، فوق وتحت سطح الماء.
ومع التركيز على الاستدامة في صميم المشروع، فإن حديقة الشعاب المرجانية في أبوظبي لا تهدف فقط إلى تنمية المواطن البحرية — بل تسعى لبناء مستقبل تتعايش فيه الطبيعة والتنمية الحضرية جنبًا إلى جنب.