في قلب الصحراء الوسطى بالمملكة العربية السعودية، تم إعداد مشروع رائد سيصنع التاريخ. تم تصميم حدائق الملك عبد الله العالمسة، المقرر افتتاحها في الرياض في خريف عام 2025، لتكون مركزًا رائدًا عالميًا لدراسة وفهم تغير المناخ.
لن يؤدي هذا التطوير الطموح إلى تثقيف الزوار فحسب، بل سيجذبهم أيضًا من خلال عرض التاريخ الاستثنائي للحياة النباتية على كوكبنا والخيارات الحاسمة التي نواجهها فيما يتعلق بمستقبلنا البيئي.
رحلة عبر الزمن
ستأخذ حدائق الملك عبد الله العالمية الزائرين في رحلة عبر 400 مليون سنة من تاريخ الأرض، حيث تعيد تطور النباتات والأشجار والزهور داخل مناطقها الحيوية الواسعة.
هذه المناطق الأحيائية على شكل هلال، والتي تغطي مساحة 10 هكتارات، ستحتوي على بيئات يتم التحكم فيها بدقة لتمثل عصورًا مختلفة من تطور النبات، بدءًا من العصر الديفوني وحتى عصر سينوزويك (حقبة الحياة الحديثة). ستوفر كل حديقة تجربة حية وغامرة، مما يسمح للزوار بمشاهدة التغيرات الديناميكية التي مر بها كوكبنا على مدى ملايين السنين.
أكبر الحدائق التي يمكن التحكم بدرجة حرارتها في العالم
من المقرر أن تصبح حدائق الملك عبد الله العالمية أكبر حدائق يمكن التحكم بدرجة حرارتها في العالم، لتنافس الحدائق النباتية الشهيرة مثل تلك الموجودة في كيو في لندن وحدائق سنغافورة النباتية. ويهدف التصميم المبتكر إلى جذب أكثر من ثلاثة ملايين زائر سنويًا، وجذب السياح المحليين والدوليين إلى هذا المعلم التعليمي الفريد.
قد يعجبك أيضًا: كل ما تريد معرفته عن منتزه الملك سلمان
حدائق ذات هدف
في قلب الحدائق تكمن المهمة الأساسية: التثقيف وإلهام العمل بشأن تغير المناخ. ستكون حديقة الاختيارات ميزة محورية تستكشف المستقبل المحتمل الذي نواجهه بناءً على قراراتنا البيئية اليوم. ستتحدى هذه الحديقة الزائرين للنظر في تأثيرات خيارات نمط حياتهم وتسليط الضوء على الممارسات المستدامة التي يمكن أن تساعد في التخفيف من تغير المناخ.
حديقة الفراشات
ومن المعالم البارزة الأخرى حديقة الفراشات، وهي مساحة ساحرة حيث يمكن للزوار المشي بين مجموعة متنوعة من الفراشات الملونة. لا تضيف هذه الحديقة لمسة سحرية إلى التجربة فحسب، بل تعمل أيضًا كأداة تعليمية توضح أهمية التنوع البيولوجي والتوازن الدقيق للنظم البيئية.
الاستدامة هي جوهرها
تم تصميم حدائق الملك عبد الله العالمية مع أخذ الاستدامة في الاعتبار. سيتم تشغيل المشروع بأكمله بالطاقة الشمسية، وسيتم إعادة تدوير المياه، وسيتم استخدام الكثير من المواد الطبيعية للموقع، مثل الصخور والحصى والتربة، في البناء. ويضمن هذا الالتزام بالتنمية المستدامة أن تكون الحدائق نفسها نموذجًا للممارسات الصديقة للبيئة.
مركز ومصدر تعليمي
وإلى جانب كونها منطقة سياحية، من المقرر أن تصبح الحدائق مصدرًا تعليميًا رئيسيًا حول المناخ والتنمية المستدامة. سيوفر المركز التعليمي الموجود في الموقع ثروة من المعلومات وفرص التعلم للزوار من جميع الأعمار. يهدف هذا المركز إلى تعزيز فهم أعمق للعالم الطبيعي والحاجة الملحة لممارسات المعيشة المستدامة.
تمثل حدائق الملك عبد الله العالمية خطوة حكيمة نحو زيادة الوعي والتعليم البيئي.
ومن خلال إعادة إنشاء التاريخ النباتي للكوكب وتوضيح تأثير خياراتنا، ستلهم الحدائق الزائرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على بيئتنا للأجيال القادمة.
من المقرر افتتاح هذا المشروع الرائع في عام 2025، لذا ترقبوا التحديثات والمزيد من المعلومات.