أطلقت قطر رسميًا مرحلة البناء لمدرستين عامتين بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في الدوحة، وهو إنجاز يُعد الأول عالميًا من حيث الحجم والطموح التكنولوجي. يأتي هذا المشروع كجزء من مبادرة وطنية لبناء 14 مدرسة عامة جديدة، وتنفذه شركة UCC Holding بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة (أشغال).

ما يجعل هذا المشروع استثنائيًا هو حجمه: تمتد كل مدرسة على مساحة 20,000 متر مربع، أي أكبر بـ40 مرة من أي مبنى مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد في العالم حتى الآن.

 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by UCC Holding (@uccholding)

ستكون كلتا المدرستين منشأتين تعليميتين من طابقين، مبنيتين على أراضٍ بمساحة 100×100 متر. وقد استُوحي تصميم الجدران المنحنية من كثبان الصحراء القطرية، وهو أمر لم يكن ممكنًا لولا المرونة الهندسية التي توفرها تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد.

لتحقيق هذه الرؤية، تعاونت شركة UCC مع شركة COBOD الدنماركية الرائدة في طباعة المباني ثلاثية الأبعاد. وقد استخدموا طابعتين من نوع BODXL – كل واحدة بحجم حظيرة طائرات بوينغ 737 تقريبًا، حيث يبلغ طول كل طابعة 50 مترًا، وعرضها 30 مترًا، وارتفاعها 15 مترًا. وتُعد هذه أكبر طابعات إنشاءات موجودة في العالم اليوم.

قبل بدء البناء، قضى الفريق عدة أشهر في تجهيز الموقع، وتجميع الطابعات، وإجراء أكثر من 100 اختبار طباعة بالحجم الكامل في موقع مخصص في الدوحة. والآن بعد أن بدأت الطباعة في الموقع، تتم العمليات ليلًا لتفادي درجات الحرارة المرتفعة وتعزيز صلابة الخرسانة. كما تساعد هذه الطريقة في تقليل الغبار والتلوث الضوضائي.

من المتوقع أن يتم الانتهاء من المدرستين بحلول نهاية عام 2025. ويتجاوز هذا المشروع كونه إنجازًا قياسيًا، إذ يضع معيارًا عالميًا جديدًا للبناء الرقمي وقد يغير مستقبل البنية التحتية العامة حول العالم.