تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز إمكانية وصول الزوار والحجاج إلى مكة المكرمة، مع أحدث إضافة وهو التلفريك في مكة المكرمة. ومن شأن هذا التطور المهم أن يجعل الرحلة إلى غار حراء المقدس أسهل بكثير، حيث يقدم حلاً عصريًا لما كان في السابق يشكل تحديًا كبيرًا.

 

وسيقطع التلفريك مسافة أربعة كيلومترات، ويرتفع عن سطح البحر نحو 600 متر، وسيربط الكهف بالمسجد الحرام، وهو ما سيقلل بشكل كبير من الضغوط البدنية على الزوار، وخاصة كبار السن وأصحاب الهمم، الذين كانوا يضطرون في السابق إلى السير في طريق صخري شديد الانحدار للوصول إلى الكهف.

ويحظى كهف حراء بأهمية بالغة لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم، فهو الموقع الذي نزل فيه الوحي الأول من القرآن الكريم على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قبل أكثر من 1400 عام. ومن المقرر أن يبدأ مشروع التلفريك الجديد، الذي يمر حاليًا بمراحلها النهائية، العمل بحلول عام 2025. وحتى ذلك الحين، يمكن للزوار استكشاف نموذج بالحجم الطبيعي لكهف حراء، مما يتيح لهم لمحة عن التجربة الحقيقية التي ستحدث قريبًا.

Cave Hira

ويأتي هذا المشروع ضمن مبادرة أوسع نطاقاً في إطار منطقة حراء الثقافية، والتي ستغطي مساحة 67 ألف متر مربع. وبالإضافة إلى التلفريك، ستضم المنطقة أيضًا ثلاثة متاحف جديدة من المقرر افتتاحها في عام 2025، وتقع في جبل عمر. وإلى جانب ذلك، يجري أيضًا تطوير منطقة جبل ثور الثقافية، مما سيثري تجربة الحج في مكة بشكل أكبر.

إن التزام المملكة العربية السعودية بتحسين البنية الأساسية وإمكانية الوصول إلى الأماكن المقدسة واضح في هذه التطورات، مما يجعل الرحلات الدينية أكثر سهولة وراحة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. إن التلفريك إلى غار حراء هو مجرد واحدة من الطرق العديدة التي تعمل بها المملكة على تحديث خدماتها مع الحفاظ على الجوهر الروحي لهذه الأماكن المقدسة.