تشهد صناعة الفعاليات الحية في الشرق الأوسط تحولاً سريعاً تقوده التقنيات الحديثة، والمبادرات المستدامة، وحلول التخصيص المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومع توقع وصول حجم السوق إلى 76.67 مليار دولار بحلول عام 2028، يصبح من الضروري أن يواكب منظمو الفعاليات تطلعات الجمهور المتجددة عبر تقديم تجارب تفاعلية، صديقة للبيئة، وآمنة وشخصية على نحو غير مسبوق.
صعود التجارب الغامرة والهجينة
أعادت الحقبة التي تلت الوباء إشعال الطلب على الفعاليات الحضورية، حيث يفضل 72% من الجمهور التجارب الواقعية على الافتراضية. ومع تراجع الفعاليات الرقمية بالكامل، يزداد زخم التجارب الهجينة والغنية بالتفاعل.
ومن أبرز الأمثلة «سبير» في أبوظبي، الوجهة الترفيهية التي تتميز بشاشات LED غامرة وتقنيات سمعية وبصرية متطورة. وعلى النهج ذاته، قدّم عرض هولو للفنان إريك برايدز في «إكسبو سيتي دبي» عروضاً ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنيات الهولوغرام، في محطة اعتُبرت علامة فارقة في تاريخ إنتاج الفعاليات الحية. كما يبرز مشروع عالم آية في دبي شغفاً متزايداً بالمساحات التفاعلية متعددة الحواس التي تمزج الفن بالتكنولوجيا.

الاستدامة كمحور رئيسي للفعاليات
كلما توسعت الفعاليات الكبرى حجماً وتكراراً، ازدادت الحاجة إلى حلول صديقة للبيئة. وتقود منصات مثل «بلاتينوم لِست» هذا التوجه عبر الاعتماد على التذاكر الرقمية الآمنة عبر الهاتف بدلاً من التذاكر الورقية، بما يضمن تجربة سلسة ومستدامة للجمهور.
فعاليات كبرى مثل «كوب28 دبي» و«كأس العالم في قطر» وضعت معايير جديدة في هذا المجال، بدءاً من الاعتماد على الطاقة النظيفة في أماكن الفعاليات، مروراً ببرامج التعويض الكربوني، ووصولاً إلى سياسات الحد من استخدام البلاستيك. ويولي المنظمون اليوم أولوية أكبر للمبادرات الخضراء لجذب الرعاة والجمهور الواعي بيئياً، من خلال دمج الاستدامة في صميم تخطيط الفعاليات.
دور الذكاء الاصطناعي في تخصيص تجربة الحضور
يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في صناعة الفعاليات من خلال تعزيز التخصيص وتحسين العمليات التشغيلية. إذ تمكّن التحليلات الذكية المنظمين من فهم تفضيلات الجمهور بدقة، وتقديم تجارب مصممة خصيصاً لتعزيز التفاعل. ومن التنبؤ بسلوك الحضور إلى الحملات التسويقية المؤتمتة، يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة طريقة التخطيط والتنفيذ.
في ورشة عمل «الذكاء الاصطناعي في صناعة الفعاليات» التي نظمتها دائرة الاقتصاد والسياحة، أكد كوزمين إيفان، الرئيس التنفيذي لشركة «بلاتينوم لِست»، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد كلمة رنانة أو مفهوم متداول، بل أصبح محركاً محورياً للابتكار. واستعرض أبرز الاتجاهات التي تُعيد رسم مستقبل التخطيط للفعاليات، بدءاً من التحليلات التنبؤية وصولاً إلى التفاعل المؤتمت مع العملاء.
كما أوضح ألكسندر يوتكين، رئيس قسم التسويق في «بلاتينوم لِست»، الدور المتنامي للأدوات الذكية في التسويق للفعاليات، وكيف تعيد هذه الأدوات صياغة طرق استهداف الجمهور وصناعة المحتوى. وأظهرت نتائج الاستبيانات أن 100% من المشاركين في الورشة يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي بالفعل في عملياتهم اليومية، ما يؤكد أهميته المتصاعدة في القطاع.
نظرة إلى المستقبل: عصر جديد للفعاليات الحية
تشير المرحلة المقبلة من الفعاليات في الشرق الأوسط إلى اندماج أوسع بين تقنيات الواقع الممتد (XR) وعوالم الميتافيرس، بما يمزج بين العناصر الواقعية والافتراضية لخلق تجارب غامرة متكاملة. وفي الوقت نفسه، ستظل الاستدامة أولوية قصوى، مع رسوخ التخطيط الصديق للبيئة كمعيار أساسي في هذا القطاع.
وبفضل خبرتها التي تمتد لأكثر من عقد، توظف «بلاتينوم ليست» استراتيجيات قائمة على الذكاء الاصطناعي والبيانات لدعم المنظمين في تحسين مبيعات التذاكر، وتعزيز تفاعل الجمهور، وصناعة تجارب سلسة ومتكاملة للفعاليات. ومع استمرار التطور التكنولوجي، فإن الجهات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والابتكارات الغامرة، ستكون دائماً في الصدارة في مشهد الفعاليات الحية المتجدد.
