تشهد الرياض تحولًا جذريًا في هويتها — من عاصمة صحراوية إلى مدينة متجذرة في الاستدامة والحياة الخضراء. بدعم من أكثر من 72.25 مليار ريال سعودي من الاستثمارات الخضراء من صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، فإن عملية التحول تسير على قدم وساق. من الحدائق الواسعة وحملات زراعة الأشجار إلى مراكز الترفيه المستقبلية والبنية التحتية الواعية بيئيًا، تساهم هذه المشاريع الضخمة الستة في إعادة تشكيل العاصمة السعودية.

1. مشروع الرياض الخضراء

أُطلق مشروع الرياض الخضراء في عام 2019، وهو من أكبر المبادرات في المدينة التي تهدف إلى مكافحة الحرارة وتعزيز جودة الحياة الحضرية. يُدار المشروع من قبل الهيئة الملكية لمدينة الرياض (RCRC)، ويهدف إلى زراعة 7.5 مليون شجرة بحلول عام 2030.

الأهداف الرئيسية للمشروع:

  • خفض متوسط درجات الحرارة في المدينة بمقدار درجتين مئويتين، وحتى 15 درجة مئوية في المناطق ذات التغطية الكثيفة بالأشجار
  • زيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء من 1.7 إلى 28 مترًا مربعًا
  • توسيع التغطية الخضراء العامة من 1.5٪ إلى 9٪

تشمل الخطة تشجير المناطق العامة مثل المدارس، والمراكز الصحية، والمساجد، بالإضافة إلى إنشاء أربع حدائق جديدة، من بينها حديقة العُريّبة القادمة.

2. القدية

يتم تطوير القدية كمدينة الترفيه المستقبلية في الرياض — وهو مشروع ضخم تبلغ مساحته ثلاثة أضعاف حجم عالم والت ديزني. وقد صممته مجموعة بيارك إنغلز، ويهدف إلى دمج الثقافة والترفيه والاستدامة.

ستضم القدية أكثر من 400 مرفق، بما في ذلك مدن الملاهي، والملاعب الرياضية، ودور السينما، والمسارح، وتجارب الطبيعة.

3. إعادة تطوير وادي حنيفة

كانت وادي حنيفة في السابق واديًا جافًا، أما الآن فهي تُعد من أهم وجهات الرياض الطبيعية الخضراء. يجري العمل على إعادة تأهيل هذا الامتداد الذي يبلغ طوله 120 كيلومترًا لتعزيز دوره كمساحة بيئية واجتماعية.

تشمل التحسينات المخطط لها:

  • تطوير مسارات للمشي وركوب الدراجات والخيول
  • تصميمات طبيعية استراتيجية لتعزيز التنوع البيولوجي
  • إدارة مستدامة للمياه للحفاظ على التدفق الطبيعي والمساحات الخضراء

يقود هذا المشروع الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ويهدف إلى تحويل الوادي إلى ملاذ طبيعي يسهل الوصول إليه لسكان المدينة.

4. جادة الرياض الرياضية

تُعد جادة الرياض الرياضية أضخم مشروع حديقة خطية في الرياض، حيث تهدف إلى ربط طرفي المدينة الشرقي والغربي عبر 135 كيلومترًا من المسارات الخضراء والنشطة. افتُتحت المرحلة الأولى في فبراير 2025، ومن المقرر استكمال بقية المراحل بحلول عام 2029.

أبرز ملامح المشروع:

  • 4.4 مليون متر مربع من المساحات الخضراء
  • 220 كيلومترًا من مسارات الدراجات و149 كيلومترًا من مسارات الخيول
  • ثماني مناطق ذات طابع خاص، منها المنطقة الترفيهية التي تضم حدائق مظللة وسينما خارجية وجسر للدراجات بطول 40 كيلومترًا، والمنطقة البيئية للجري وركوب الدراجات الاحترافي، ومنطقة متنزه الكثبان الرملية التي تحتوي على مضمار على شكل زهرة، ومركز للفروسية، وحديقة حيوان

5. حدائق الملك عبد الله العالمية

King Abdullah International Gardens

ليست هذه الحدائق المستقبلية مجرد عرض للنباتات الجميلة — بل تم تصميمها للتعليم، والمحاكاة، والإلهام. تمتد على مساحة 10 هكتارات في صحراء طويق، وتستعرض 400 مليون سنة من التاريخ النباتي للأرض.

تشمل أبرز الميزات:

  • بيئات مناخية محكمة التحكم تتمحور حول فترات زمنية (من السراخس الجوراسية إلى النباتات الحديثة)
  • مناطق ذات طابع خاص مثل حديقة الفراشات
  • حديقة الخيارات – وهي مساحة تهدف إلى استكشاف تأثير قراراتنا البيئية الحالية على عالم الغد

سيكون الموقع بمثابة وجهة عامة ومركز لأبحاث المناخ والتعليم.

6. حديقة الملك سلمان

تمتد حديقة الملك سلمان على مساحة 16.7 كيلومترًا مربعًا، ومن المتوقع أن تصبح المتنفس الحضري الرئيسي في الرياض. ستضم الحديقة 11 كيلومترًا مربعًا من المساحات الخضراء المصممة، والوديان، والأنهار، ومليون شجرة — وجميعها تُروى باستخدام مياه مدينة معاد تدويرها بنسبة 100٪.

من أبرز معالمها المعمارية مجمع الفنون الملكي، الذي يحتوي على هرم بارتفاع 110 أمتار من تصميم ريكاردو بوفيل، وجناح الزوار من تصميم شركة Adjaye Associates. رغم أن تاريخ الافتتاح النهائي لم يُحدّد بعد، إلا أن عام 2027 هو التاريخ المستهدف.

تشكل هذه المشاريع الستة معًا خريطة طريق لمستقبل الرياض — ليس فقط كعاصمة حديثة، بل كمدينة خضراء، مترابطة، وواعية بالمناخ.